الأربعاء، 30 مارس 2011

تاريخنا من الإرشيف المصري ( صحيفة الرشديات )


   اعتنت كثير من الصحف والمجلات المصرية بما تنتجه المحابر الحضرمية من كتابات كثير من الأدباء والكتاب الحضارمة ، إضافة إلى نشر أخبار بعض ما كان يعتمل في حضرموت أو في مهاجر أبنائها ، ومن بين تلك الصحف المصرية ذات العناية الكبيرة بالشأن الحضرمي صحيفة مستقلة حملت اسم ( الرشديات ) التي ابتدأ صدورها منذ سنة 1913 .
   سميت هذه الصحيفة باسم مالكها الأستاذ زكريا أحمد رشدي الذي رأس تحريرها ، وكانت تصدر من مدينة الإسكندرية ، وكانت تربط صاحبها علاقة حميمية بالمؤرخ والأديب الحضرمي عبد الله محمد بن حامد السقاف ، فكان ذلك سر اهتماماته بالنتاجات الحضرمية وقد نشر كثيرًا من كتابات السقاف الأدبية والتاريخية ومن بينها مقالاته عن عدد كبير من شعراء حضرموت ، كانت نواة لكتاب السقاف الشهير ( تاريخ الشعراء الحضرميين ) الذي بلغ خمسة أجزاء .
   كما كان من بينها مقالات السقاف عن عصور من التاريخ السياسي لحضرموت ولاسيما فترة تأسيس الدولة الكثيرية الثانية ، ويشار هنا إلى أن للسقاف كتابًا مفقودًا بعنوان ( تاريخ حضرموت السياسي ) ، ومن ثم تصبح تلك المقالات المستند الوحيد لمحتوى ذلك الكتاب ، وقد نشرتها الصحيفة في عشرة من أعدادها سنة 1934 م .
   كما نشرت صحيفة ( الرشديات ) أشعارًا ومقالات أخرى للسقاف ولغيره مثل حامد المحضار ومحمد باوزير ، ولم يقتصر الأمر على ذلك ، بل برهن صاحب الصحيفة أنه ذو معرفة جيدة بالقطر الحضرمي ، ومتابع لإصدارات الحضارم من كتب ومن مجلاتهم المهجرية ، وقد نشر خبرًا عن إصدار كتاب ( رحلة إلى الثغرين الشحر والمكلا ) للأستاذ محمد بن هاشم ، وعن إصدار بعض أعداد مجلة ( النهضة الحضرمية ) التي كانت تصدر في سنغافورة .
   ولم يكتف الأستاذ زكريا رشدي بذلك ، بل نجده يكتب تعريفًا موسعًا ومصورًا لكتاب رحلة إلى الثغرين متابعًا معه مسار رحلته التي انطلقت من وادي حضرموت عبر الطريق التي شقها بعض ذوي الثراء الوطنيين من سادة آل الكاف ، ناشرًا صورًا لهم وللمؤلف محمد بن هاشم الذي يعد أحد أبرز أعلام الأدب في حضرموت ، وتوفي سنة 1961 م .
   لقد جعل الأستاذ المصري زكريا رشدي عنوان عرضه للكتاب سنة 1933 مبنيًا على هذا التساؤل ( القطر الحضرمي ،، هل آن للعالم معرفة قيمته التاريخية والاقتصادية ) ، فهل ما زال هذا السؤال قائمًا ؟
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق