الجمعة، 4 مارس 2011

حضرموت بين رفاقين

   حضرموت: 30/10/1989 لا اختلاط بعد اليوم ، حضرموت 24/3/1990 لا فلسفة بعد اليوم ، بهذين الشعارين انتفضت حضرموت على رفاقها بحركة طلابية وثورة شبابية عارمة لم تجد حتى الآن من يؤرخ لها أو يحتفي بذكراها .
   إنها الثورة السباقة التي أطاحت بعرش الرفاق واضطرتهم للرحيل شمالاً إلى صنعاء في صيف 1990 ، حتى إذا ما هدأ روعهم والتقطوا أنفاسهم إذا بهم يدخلون البلاد بجهاتها الأربع في أتون حرب الاسترداد ، لاسترداد جبروتهم على حضرموت والمناطق المجاورة لها .
   هزم الرفاق ، لا بقوة البندقية الشمالية ، بل بقوة الرفض الحضرمي الذي استهانوا به ، لكن بقيت منهم بقايا ما زالت تعيث في حضرموت فسادًا وتزيدها سوءًا وكسادًا .
   فهناك رفاق السلطة الذين يبغضون الشعب ويبغضهم ، ويعرفون أنهم ماكثون على رقاب إخوانهم الحضارم ببركة الأصوات الشمالية التي تعيد إنتاج الحزب الذي ائتمنهم على مفاصل الدولة بالمحافظة ، فنرى بعضهم يسيئون إدارة بعض مكتسبات ما بعد الوحدة ويعطلون فاعليتها أو يحولونها إلى مكتسبات شخصية ، وآخرون ذوو شخصيات ضعيفة و( معقدة ) لا تعكس نبض الشارع الحضرمي الطموح من ناحية والمتألم من بعض الظواهر التي تنكد مساره وتعيق نهوضه من ناحية أخرى .
   وعجزت الأصوات الحضرمية التي اتجهت إلى المتدينين من إخوانهم الإصلاحيين فلم يخلصوهم من مبغضيهم وأنى لهم ذلك وهم قد دخلوا في صداقات مع هؤلاء الرفاق رغم أنف مواطنيهم تقليدًا لمشايخهم في صنعاء .
   وهناك رفاق فك الارتباط الذين أساءوا توجيه الحراك الشعبي في حضرموت وما جاورها الذي نتج عن سخطهم على إخوانهم من رفاق السلطة وعلى المتدينين الذين استجابوا للوحي الصنعاني بدلاً عن الوحي الرباني .
   وحرفوا هذا الحراك عن مطالبه الشعبية المشروعة التي كان بالإمكان أن تتحقق لولا أنهم أداروها إلى مطالب رفاقية تحلم بأمجاد سابقة من التسلط والجبروت على أبناء حضرموت .
   وهكذا فإن النبتة الرفاقية هي غراس خبيث حيثما حلت ويجب تنحيتها عن الحياة العامة في حضرموت حتى تستطيع أن تستهدي سبيل سيرها ، يجب أن يتنبه إلى هذا – برأيي – كل من السلطة والمعارضة على السواء ، وإن كانت السلطة في حضرموت قد بادرت ببعض الوجوه الشبابية كالديني والعمقي لكن نريد أن نرى أمثال هؤلاء الشباب الجدد في المفاصل الأخرى .
   وعلى أولياء الأمر في صنعاء أن يفهموا أن الوحدة هي نتاج غضبة حضرمية ضد الرفاق وأن الحراك الشعبي الحالي هي غضبة على رفاقهم لهذا ينبغي لها الآن أن تعيد حساباتها مع رفاق المركز والفروع والنأي عن الغمز في وطنية الناس .
   والآن ينبغي أن يتطور الحراك الشعبي في حضرموت ومن شاء معها في المناطق المجاورة فيقوده شباب خال من العقد الشمالية والرفاقية وأن يرفع شعار لا شمالي بعد اليوم ( رفضًا للتسلط وليس للوحدة ) وبجانبه شعار لا رفاق بعد اليوم .
أبيات لشاعر حضرمي

جميع الورى قاموا وهبوا من الكرى     ومن عجب أن الحضـارم نوّم
وإنّ تلافي  حضـرموت  لواجـب     علينا وإن  تركـها  لـمحرّم
إذا لم نقـم في نفعـها وصـلاحها     فعما قليل  سوف  تفنى وتعدم
وكل فـتى منـا  عليـه نصـيبه     وواجبنا  القومي  علينا  محتـّم
فتبًا  لمن يرضـى بعيـش مكـدر     يبيت  ويمسي  شـاكيًا يتـألم
وما غرضـي  إلا الأداء  لواجـبي     ويا قوم  عفوًا والسلام عليكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق