قال عنه الشاعر المصري المعروف أحمد رامي : " ليس أديبًا شاعرًا وحسب بل هو عالم ديني جليل ، وسياسي مخضرم فحل ، وزعيم وطني له تاريخه الحافل في التضحية والجهاد في سبيل وطنه وعروبته " .
إنه الأديب السياسي عبد الله أحمد بن يحيى العلوي ، الذي قلده الزعيم جمال عبد الناصر وسام الاستحقاق ، خريج الأزهر ، عرفه المصريون سياسيًا حصيفًا في السفارة اليمنية ، وأديبًا بارعًا في الصحف والمنتديات ، بل كان بيته صالونًا لضيوفه من كبار السياسيين والأدباء من مصر وغيرها من البلاد العربية .
مارس نشاطًا سياسيًا في بعض المهاجر الحضرمية ولاسيما سنغافورة حيث كان رئيسًا للجالية العربية هناك ، ثم هاجر مع أسرته في مطلع الخمسينيات إلى مصر حيث عين مسئولاً إعلاميًا ثم مستشارًا للمفوضية اليمنية فتولى عدة مرات أعمال سفارة اليمن بالقاهرة ، ومثل الحكومة اليمنية في جامعة الدول العربية ، كما مثلها في كثير من المؤتمرات الرسمية الدولية والشعبية .
وفي أواخر العهد الإمامي عين سفيرًا لليمن في إندونيسيا ، وكان قد أعد الكلمة التي سيتقدم بها إلى الرئيس الإندونيسي سوكارنو شعرًا ، لكنه ما كاد يتهيأ للسفر إليها حتى تفجرت الثورة السبتمبرية .
وهنا ذاق بن يحيى الأمرين من المكايدات السياسية التي نتجت عن ( العقدة الشمالية ) لبعض الثوار أو الحكام الجدد فغمز في هويته اليمنية كونه أحد المهاجرين الحضارمة ، فهو قد ولد وقضى شطرًا من حياته بين حضرموت وسنغافورة ، فتم تجميده وإيقاف معاشه .
فما كان منه إلا أن راسل بشعره بعض من يثق به من رجال الثورة يشكو من تجاهله وسوء معاملته وتردي حاله بعد قطع مرتبه يقول :
طال انتظاري للجواب يا من لشكواي استجاب
أنا قابـع في بلقـعٍ لا ماء فيها ولا شـراب
أنا ضـائع أنا تائـه أنا دون إخواني مصـاب
كما اضطر أن يذكره بهويته اليمنية فخاطبه قائلاً :
قد أتتك الوزارة اليوم تمشي في دلال وجاءك الحكم يجري
وأنا من عرفتـني منذ مهدي يمـني أذود عنه بظهـري
طالما ذاب في هواه جنـاني وتغنت صنعاء يومًا بشعري
ثم إن هؤلاء تنبهوا أخيرًا لغلطهم في بن يحيى وأرجعوا له اعتباره ، لكن بعد أن أثاروا امتعاضه لجهلهم بشأنه ومكانته وما سببوه له من حرج وفاقة حتى هجا هذا الشاعر الحضرمي مجلسهم بقوله :
لا أرى غير حـفنة من رعـاعٍ حكموا الشعب باللظى والحديد
يمنحـون الألقاب ذاك مشـيرٌ وفريـق هذا وذا ابن العميـد
وقصارى ما يطمعون هو الحكمُ وجمع الأمـوال هل من مزيـد
إنـهم عصـبة تعيث فسـادًا ولهم في البنوك ألـف رصـيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق